دراسة الجدوى الاقتصادية هي أداة المُستثمر التي يستعين بها في إتخاذ القرار الاستثمار السليم, حيث تُنبع أهمية دراسة الجدوى في كونها النبراس التي يُنير لمُتخذي القرار الطريق ومن ثم يقوده إلى طريق استثماري ناجح مُستخدم الأساليب العلمية في دراسة السوق, كما تعمل دراسة الجدوى على المساعدة في الوصول إلى أفضل استغلال للموارد المُتاحة التي نستطيع من خلالها الحصول على مشروع مُتميز يحقق عائد مادي مناسب بالإضافة إلى إنها تُظهر العائد المتوقع من المشروع  مقارنة بالتكاليف المتوقعة من الاستثمار طوال عمر المشروع الافتراضي, وهذه الأهمية الكبيرة التي تكتسبها دراسات الجدوى من إنها تعرض منظومة كاملة عن بيانات المشروع و تحليلها بصورة تساعد المستثمر على اتخاذ القرار الاستثماري المناسب, و تضع خطة أو برنامجاً لتنفيذ المشروع و تحدد أسلوب إدارة المشروع، وتحقيق التفاعل بين عناصر التشغيل و التمويل و التسويق بجانب إنه يوضح الاستثمارات المطلوبة للمشروع ، كذلك العائد الاستثماري الذي يمكن أن يحققه المشروع, كل هذا يُبين مدى اهمية دراسة الجدوى للمُستثمر وللاقتصاد بشكل عام.

دعم الاقتصاد يحتاج دائما العديد من المشروعات الاستثمارية الناجحة  التي تقوم على دراسة جيدة للسوق ومتطلباته كل هذا لا يأتي إلا بدراسة جدوى قوية للمشروعات ومن هنا تأتي اهمية دراسة الجدوى ,حيث يسعى المُستثمرون من خلال دراسة الجدوى إلى التطلع تحقيق منفعة مادية أو غير مادية في ظل الفرص الاستثمارية المُتاحة يتوجب على المستثمرين تحديد المشروع الذي يمكن أن يلبي متطلباتهم لتحقيق عائد الاستثمار المطلوب، وكذلك تقييم المخاطر التي يمكن أن تواجههم أثناء تنفيذ المشروع المعني وهنا، تبرز أهمية دراسة الجدوى التي تمثل وثيقة مهمة تتضمن تحليلاً للجوانب التشغيلية والاقتصادية والفنية للمشروع المزمع، بإنها تتناول جميع المسائل الرئيسية، ومنها فاعلية المشروع وتكلفته وإمكانية تحقيقه، ومدة إنجازه، والفوائد المرجوة منه، ومخاطره، وآلية تمويله.

رغم هذه الأهمية التي تتمتع بها دراسة الجدوي إلا أن هناك معاير لابد أن تتوافر في دراسة الجدوى لتُمحهات هذا الأهمية, فدراسة الجدوى مكلفة بتقديم وصف واضح للأعمال التي يشتمل عليها المشروع ومعرفة الأعمال  والمشروعات التي يستثنيها, ومن أهم المهام التي توكل لدراسة الجدوى هي الاجابة على التساؤلات التي يطرحها المُستثمر عند اختيار المشروع, وما الأسباب التي تقف وراء التفكير في إقامة هذا المشروع، وهل السوق في حاجة إلي إقامة هذا المشروع وماهي العائد المتوقع بالإضافة إلى رصد  المعوقات التي قد تعرقل المشروع وسبل مواجهتها وكيفية حلها,  هذه الأمور هي ما تُكسب لدراسة الجدوى أهمية ويضاف إلى ذلك، أن دراسة الجدوى يجب أن تقدم أكثر من سيناريو لتحقيق أهداف المشروع. وينبغي أن يتضمن كل سيناريو تفاصيل حول إيجابيات وسلبيات المشروع  إلى جانب التكلفة المتوقعة لهذا السيناريو، والفوائد المتوقعة منه عند تطبيقه ويجب أن يشمل التقييم الفوائد المادية وغير المادية, بمعنى أن يحقق المشروع أرباح مادية وعائد كبير يضاهي مايحققة المشروع من فوائد معنوية تعود على المُجتمع.

وفي النهاية نستطيع أن نلخص اهمية دراسة الجدوى قيا مدى قدرتها على تحديد الأفضلية النسبية التي تتمتع بها الفرص الاستثمارية المتاحة من وجهة نظر التنمية الاقتصادية، بما يساعد السياسة الاقتصادية على تقرير السياسات والحوافز الملائمة لتشجيع القطاع الخاص على تنفيذ تلك الفرص ومدى مساهمتها في تحقيق التخصيص الأمثل للموارد الاقتصادية على المستوى القومي, مع التاكيد على أنها وسيلة عملية تساعد أصحاب رؤوس الأموال على اتخاذ القرار السليم  وسيلة عملية لإقناع مراكز وهيئات التمويل المحلية والإقليمية والدولية بتقديم وسائل التمويل المناسبة وبالشروط الملائمة بشكل يساعد متخذ القرار الاستثماري على المفاضلة بين فرص الاستثمار المتاحة بما يعظم هدف المستثمر, كل هذا يؤكد على أن دراسة الجدوي قادرة على بناء مجتمع اقتصادي ناجح من خلال مشروعات استثمارية مُختارة وفق دراسة جدوى متكاملة تتناول كل الجوانب التي تُشجع مُتخذي القرار باستكمال طريق الاستثمار أو العزوف عنه.